خصائص العشر الاواخر من رمضان وفضائلها
نواره الحربي:أزياء :لقد جعل الله تعالى العشر الأواخر من رمضان فرصه لمن ضيع في العشرين التي قبلها فحص تلك العشر من الفضل مالم يخص العشرين قبلها فلها فضائل عظيمه وخصائص كثيرة.
ولليالي العشر الاواخرأهمية خاصة عند الأولون،ولنا فيها هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان أشد ما يكون حرصاً فيها على الطاعة. والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف سوياً على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها النبي وصحبه الكرام من بعده وعلينا الاقتداء بهم في ذلك.
إحياء الليل..فقدروي في صحيح البخاري عن عائشه رضي الله عنها قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيى ليله وأيقظ اهله ) فيامن ادركت هذه العشر شمُر عن ساعدالعمل واجتهد في عملك مقتدياً بنبيك وٍسل الله التوفيقوإياك ان تعجب بعبادتك وطاعتك .
ويامن اذنب في حق سيده ومولاه اقبل غير مدبر وتقدم غيرمتردد ، فهذه فرصتك التي تهتف بك وتناديك: اني إذا ذهبت فلن أعود، فافزع الى بارئك وخالقك الذي إذا فزعت إليه أمنت من كل شيء،والذي يكفيك كل شيء، إنه ربك الكريم العفو الغفور الرحيم الجواد البر العظيم والذي يتضاعف جوده وعطاؤه لمن تاب إليه ،وأناب وهذه العشرالأواخر من هذا الشهر تطل بنفحاتها تعلن قر ب إنتهاء موسم الخير والعطاء فليكن لك نصيب من هذا الخير العميم ولاتكن من المحرومين الذين حرموا أنفسهم خير ربهم وعطاءه.
إيقاض الأهل للصلاة..فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة
وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم،فلتنفض عنك اخي المسلم غبار الرتابة والكسل
ولتحول حياتك وحياة أسرتك الى حياة الحيوية والنشاط ،والقيام ولو بجزء يسير من الليل فما اجمل الحياة بصلاة الليل ،وما أجمل البيت الذي يتعاون فيه الزوجان على طاعة ربهما ،فيشجع إحدهما الأخر ،ويدفعه برفق وحنان اليها.وقد ورد الترغيب على لسان الحبيب صلى الله عليه وسلم وذلك في حديث أبي هريره رضي الله عه مرفوعا بلفظ :إذاأيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعاًكتبا من الذاكرين والذاكرات) فالبيت المسلم في هذه العشر المباركه بحاجه الى وضع برنامج للعبادة والذكر وقراءة القرآن ويشمل أفراد البيت صغاراً وكباراً،رجالاً ونساءًولقد كان المربي الاعظم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم(يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان )وكان صلى الله عليه وسلم (يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره)،وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما (ألاتقوما فتصليان )وفي الموطأ: أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ويجتهد ماشاء الله أن يصلي حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآيه :[ وأمر أهلك بالصلوِاة وأصطبر عليها]..سورة طه.
قراءة القرآن الكريم ..ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ,واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى. [شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان] فهذا شهر القرآن، وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين.وقد أرشد النبي إلى فضل القرآن وتلاوته فقال (إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)رواه الترمذي وإسناده صحيح واخبر النبي أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال(يوتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) رواه مسلم.
ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة، وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة.
تحري ليلة القدر..ومن فضائل هذه العشر وخصائصها ومزاياها أن فيها ليلة القدر ، قال الله تعالى : [ حم . والكتاب المبين . إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم . أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين . رحمة من ربك إنه هو السميع العليم ]سورة الدخان الآيات 1-6.
أنزل الله القران الكريم في تلك الليلة التي وصفها رب العالمين بأنها مباركة وقد صح عن جماعة من السلف منهم ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغيرهم أن الليلة التي أنزل فيها القران هي ليلة القدر.وقوله ” فيها يفرق كل أمر حكيم ” أي تقدّر في تلك الليلة مقادير الخلائق على مدى العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون والسعداء والأشقياء والعزيز والذليل والجدب والقحط وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة .
وقوله تعالى : [إنا أنزلناه في ليلة القدر . وما أدراك ما ليلة القدر . ليلة القدر خير من ألف شهر . تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر . سلام هي حتى مطلع الفجر ]سورة القدر .
فقوله تعالى : ( وما أدراك ما ليلة القدر ) تنويهاً بشأنها ، وإظهاراً لعظمتها . ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) أي : أي إحْياؤها بالعبادة فيها خير من عبادة ثلاث وثمانين سنة ، وهذا فضل عظيم لا يقدره قدره إلا رب العالمين تبارك وتعالى ، وفي هذا ترغيب للمسلم وحث له على قيامها وابتغاء وجه الله بذلك ، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس هذه الليلة ويتحراها مسابقة منه إلى الخير ، وهو القدوة للأمة ، فقد تحرّى ليلة القدر .
الإعتكاف ..وهو المكث في المسجد من شخص مخصوص بصفة مخصوصة ، ويسمى الاعتكاف جوازا ، ومنه الأحاديث الصحيحة منها حديث عائشة في أوائل الاعتكاف من صحيح البخاري قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد فأرجله وأنا حائض وذكر مسلم الأحاديث في اعتكاف النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان ، والعشر الأول من شوال ، ففيها استحباب الاعتكاف وتأكد استحبابه في العشر الأواخر من رمضان .
وكما هو معروف فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتكف وأصحابه وأزواجه. قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان. رواه البخاري. أي من أوله أو وسطه أو آخره. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبِض فيه اعتكف عشرين يوماً. رواه البخاري ومسلم.
وينبغي لمن اعتكف أن يشتغل بذكر الله والصلاة وقراءة القرآن، ولا يشتغل بالأحاديث الجانبية مع المصلين أو مع المعتكفين، ولا يجعل وقته كله للنوم. والمعتكف قد جعل هذا الوقت كله لله، فإذا كان كذلك كان وقته كله عبادة حتى نومه وأكله وشربه.. فحري بنا ونحن الأحوج إلى ربنا أن نظفر بخير هذه الأيام والليالي المباركة.
..تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال.