سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ
( حسنات عظيمة إن شاء الله فى أربع كلمات )
رضا نفسه تعني حمداً أبلغ به رضا الله، وزنة عرشه تعني لعظمته يزن العرش، وزنة العرش ما يعلمها إلا الله، لأنها عظيمة، ومداد كلماته تعني المداد لكلمات الله حيث يقول الله تعالى (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) [الكهف:109] وعلى هذا فيكون المعنى واسعا كثيرا جداً. (جزء من محاضرة : (الفتاوى الثلاثية [1-2-3] ) للشيخ : ( محمد بن صالح العثيمين ) )
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ جُوَيْرِيَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِىَ فِى مَسْجِدِهَا ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى وَهِىَ جَالِسَةٌ فَقَالَ « مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِى فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا ». قَالَتْ نَعَمْ. قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ». (صحيح مسلم)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ، ثَقِيلَتَانِ فِى الْمِيزَانِ ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ » . (صحيح البخاري)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِى يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». (صحيح مسلم)
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. (سنن الترمذي)
عَنْ أَبِى الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِى الْجَنَّةِ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. (سنن الترمذي)
إن الذي يتأمل ويتفكر فى كلمات هذا الذكر الذي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم به يجد فيه الخير الكثير من الحسنات إن شاء الله .
ولكن لننظر للذي بعدها:
(سبحان الله وبحمده عدد خلقه)
فكأنك تقولها بعدد خلق الله، هذا العدد الذي لا يحصيها بشر فخلق الله لايحصى فهناك الإنس والجن والملائكة والحيوانات بأنواعها المختلفة والكائنات البحرية والطيور وعالمها والمطر والرعد والبرق وسحب السماء ونجومها وجبال الأرض وسهولها ورملها وترابها، وما لا يحصي من الخلق، وتحت كل نوع عدد لا يحصيه إلا الله, فكم عدد البشر من أول آدم عليه السلام إلي من تقوم عليهم القيامة ونحن الأحياء الآن بالمليارات فكم يكون عددهم، وكم يكون عدد الملائكة الذين يدخل منهم كل يوم سبعون الف ملك البيت المعمور في السماء لايخرجون منه حتي قيام الساعة، وكم عدد الجن وبقية المخلوقات من كواكب ونجوم ومجرات لا نعلم عنها شيء؛ كل هذا العدد يدرج في قول (سبحان الله وبحمده عدد خلقه).
(سبحان الله وبحمده رضا نفسه)
أي أبلغ به رضا الله عز وجل، كما يقول أهل البلاغة الأسلوب خبري اللفظ إنشائي المعني الغرض منه الدعاء، فأنت تسبح الله وتحمده وفي نفس الوقت تدعو الله أن يبلغك ذكرك رضاه عز وجل،
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ . فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِى يَدَيْكَ . فَيَقُولُ هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ . فَيَقُولُ أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ . فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ وَأَىُّ شَىْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِى فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا » . (صحيح البخاري)
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في أخر حديث رؤية الله عز وجل يوم القيامة(هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ثُمَّ يَقُولُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ. فَيَقُولُونَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ. فَيَقُولُ لَكُمْ عِنْدِى أَفْضَلُ مِنْ هَذَا فَيَقُولُونَ يَا رَبَّنَا أَىُّ شَىْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا. فَيَقُولُ رِضَاىَ فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ) فماذا بعد رضا الله عز وجل؟!
(سبحان الله وبحمده زنة عرشه)
أي يكون وزنها في وزن عرش الله عز وجل، والعرش وزنه عظيم لايعلمه إلا الله سبحانه وتعالى , وما بالكم بحملة العرش، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أُذِنَ لِى أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ ». (سنن أبي داود)
فكم يكون وزن العرش؟! وكم يبلغ وزن (سبحان الله وبحمده زنة عرشه).
(سبحان الله وبحمده مداد كلماته)
وكأنك قولك يحتاج لمداد كمداد كلمات الله حتي يكتب ومعلوم أن مداد كلمات الله يفوق البحار والمحيطات
يقول الله تعالى (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا) [الكهف:109]
ويقول الله تعالى(وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [لقمان : 27]
ويبقي شيء مهم وهو ألا نفتر عن ذكر الله وأن نستشعر المعاني الإيمانية ونتفكر في الأذكار التي نرددها وأن نصدق النية مع الله في كل شيء
هذا الذكر ثوابه عظيم لا يعلمه إلا الله , فهيا بنا نعلن توبتنا لله ونجددها دائما إن شاء الله ونواظب على هذا الذكر العظيم وغيره فنحن لاندري متى سنموت ؟ وهل سنموت على معصية فنكون من أهل النار ؟ أم سنموت على طاعة فنكون من أهل الجنه ؟ فاللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين فَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ ». (مسند أحمد)
فداوم أخى الحبيب وأختى الغالية على هذا الذكر فى كل أحوالك ( ماشيا – راكبا – منتظرا – واقفا – جالسا – فى كل حياتك)
وأن تعلم هذا الذكر للناس - بالطريق المباشر أو بنشره بالمنتديات أو بإرساله بالبريد الإلكتروني أو بطباعته ونشره بالمساجد وغيرها - فلو علمته لمائة من أصدقائك فان لك بمثل ما سيكتب لهم من حسنات دون أن ينقص من أجورهم شيئا ولو علموا هذا الذكر لمائة آخرين فسيأخذون مثل أجرهم وتأخذ أنت مثل أجور المائتين بدون أن ينقص من أجورهم شيئا و هكذا إلى يوم القيامه .
" اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات "
"عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته, عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكنات"
"أستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته, عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكنات"
"سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته, عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكنات"
نسألكم الدعاء لنا وللجميع بظهر الغيب