قال ابن السكيت: خذ من الأدب ما يعلق بالقلوب، وتشتهيه الآذان وخذ من النحو ما تقيم به الكلام، ودع الغوامض، وخذ من الشعر ما يشتمل على لطيف المعاني، واستكثر من أخبار الناس، وأقاويلهم وأحاديثهم، ولا تولعن بالغث منها.
وقال أبو عمرو بن العلاء: قيل لمنذر بن واصل: كيف شهوتك للأدب? فقال: أسمع بالحرف منه لم أسمعه، فتود أعضائي أن لها أسماعاً تتنعم مثل ما تنعمت الأذان، قيل: وكيف طلبك له? قال: طلب المرأة المضلة ولدها، وليس لها غيره، قيل: وكيف حرصك عليه? قال: حرص الجموع المنوع على بلوغ لذته في المال.
قال الأصمعي: قال لي أعرابي: ما حرفتك? قلت: الأدب، قال: نعم الشيء، فعليك به، فإنه ينزل المملوك في حد الملوك.
وقال أرسطاطاليس: ليت شعري: أي شيء فات من أدرك الأدب، وأي شيء أدرك من فاته الأدب?