منتدى واحات
إذا لم تكن مسجلا في منتدى واحات ما عليك سوى الضغط على زر التسجيل , و تعبئة بياناتك ونعدك مستقبلا _إذا كنت عضوا نشيطا_ برفع مستوى عضويتك
منتدى واحات
إذا لم تكن مسجلا في منتدى واحات ما عليك سوى الضغط على زر التسجيل , و تعبئة بياناتك ونعدك مستقبلا _إذا كنت عضوا نشيطا_ برفع مستوى عضويتك
منتدى واحات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى واحات

منتدى واحات فضاء واحد يجمعنا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
الهدي النبوي في رمضان Yy10
مرحبا بالجميع في منتدى واحات
الهدي النبوي في رمضان Yy11
الهدي النبوي في رمضان Yy11
منتدى واحات فضاء للجميع
الهدي النبوي في رمضان Yy10

 

 الهدي النبوي في رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبيدة
Admin
عبيدة


عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 21/06/2013
العمر : 41

الهدي النبوي في رمضان Empty
مُساهمةموضوع: الهدي النبوي في رمضان   الهدي النبوي في رمضان I_icon_minitimeالسبت 13 يوليو 2013, 06:47


إن من الأمور الواجبة على المسلم أن يتعلم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل عمل من الأعمال الشرعية، وذلك كي يؤدي ذلك العمل على أكمل الوجوه، وكي لا يقع في ما يبطله أو يخل به.
وصلاح كل عمل متوقف على شرطين، هما:
1ـ إخلاص النية لله - تعالى -.
2ـ موافقة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ومن ذلك أعمال شهر رمضان، من الصيام والقيام والقراءة والاعتكاف وغيرها من الأعمال الصالحات.
وقد جاءت عدة أحاديث تبين لنا هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الشهر المبارك، وهذا هو موضوع هذا المقال.
فأما هديه - صلى الله عليه وسلم - في الصيام:
1ـ فكان - صلى الله عليه وسلم - يتسحر، وكان يؤخر السحور إلى آخر الليل، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحث أمته على تأخير السحور وعلى التسحر بالتمر.
ثبت في "الصحيحين" من حديث زيد بن ثابت قال: " تسحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية " (1).
قال الحافظ: " قال المهلب وغيره...كانت العرب تقدر الأوقات بالأعمال، كقولهم: قدر حلب شاة، وقدر نحر جزور، فعدل زيد بن ثابت عن ذلك إلى التقدير بالقراءة إشارة إلى أن ذلك الوقت كان وقت العبادة بالتلاوة.... وقال ابن أبي جمرة: فيه إشارة إلى أن أوقاتهم كانت مستغرقة بالعبادة " ا. هـ (2).
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تسحروا فإن في السحور بركة" (1).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نعم سحور المؤمن التمر " (2).
2ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما أصبح جنباً، فيغتسل ويصوم.
وعن عائشة وأم سلمة قالتا: " إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصبح جنباً من جماع غير احتلام في رمضان، ثم يصوم " (3).
وعنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم (4).
وعن عائشة أن رجلاً جاء إلى النبي (يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب فقال: يا رسول الله، تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب فأصوم " فقال: إنك لست مثلنا يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال: " والله، إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي " (5).
3ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما قبل بعض نسائه وهو صائم.
وعن عائشة قالت: " كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يقبل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه أملككم لإربه " (6).
وعن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيقبل الصائم؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سل هذه" لأم سلمة، فأخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك، فقال: يا رسول الله، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له " (7).
(فائدة) قال الشيخ ابن عثيمين ما ملخصه: (القبلة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1ـ ألا يصحبها شهوة إطلاقاً، فهذه لا تؤثر ولا حكم لها؛ لأن الأصل الحل.
2ـ أن تحرك الشهوة، ولكنه يأمن من إفساد الصوم بالإنزال، فهذه الصحيح أنها جائزة ولا بأس بها.
3ـ أن يخشى من فساد الصوم، فهذه تحرم إذا ظن الإنزال) ا. هـ (Cool.
4ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما صب على رأسه الماء وهو صائم.
عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لقد رأيت رسول الله (بالعَرْج (9) يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو من الحر " (10).
5ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا سافر تارة يصوم، وتارة يفطر، وتارة يبتدئ الصوم في أول النهار ثم يفطر بعد ذلك، ويبدو والله أعلم- أن مرجع هذا الاختلاف في الحال اختلاف أنواع السفر ومشاقه.
عن أبي الدرداء قال: " خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رواحة " (11).
وعن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح في رمضان، فصام حتى بلغ الكَدِيد أفطر، فأفطر الناس (12).
وفي رواية قال: " سافر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهاراً ليراه الناس، ثم أفطر حتى دخل مكة. قال ابن عباس: فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأفطر، من شاء صام ومن شاء أفطر ".
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح ماء، فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: " أولئك العصاة، أولئك العصاة ".
وفي رواية أخرى: فقيل له: " إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر " (13).
وعن أبي سعيد الخدري قال: " غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام، ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم " (14).
وفي رواية له: فمنا الصائم ومنا المفطر، فلا يجد الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن، ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن.
وفي رواية عند أحمد (15) قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نهر من ماء السماء، والناس صيام في يوم صائف مشاة، ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلة له، فقال: " اشربوا أيها الناس " قال: فأبوا. فقال: " إني لست مثلكم، إني أيسركم، إني راكب " فأبوا، فثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخذه، فنزل، وشرب وشرب الناس، وما كان يريد أن يشرب.
وعن منصور الكلبي أن دحية بن خليفة خرج من قرية من دمشق مِزَّة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال في رمضان، ثم إنه أفطر وأفطر معه ناس، وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع إلى قريته قال: " والله لقد رأيت اليوم أمراً ما كنت أظن أني أراه، إن قوماً رغبوا عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يقول ذلك للذين صاموا، ثم قال عند ذلك: اللهم اقبضني إليك "(16).
6ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - يعجل الفطر بعد غروب الشمس مباشرة، وكان يفطر قبل صلاة المغرب، وكان يفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى تمر، فإن لم يجد حسى حسوات من ماء، وكان - صلى الله عليه وسلم - يوجه أمته لذلك ويحثهم عليه.
قال ابن عبد البر: " أحاديث تعجيل الإفطار وتأخير السحور صحاح متواترة " ا. هـ (17).
ومن هذه الأحاديث:
عن ابن أبي أوفى قال: سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم، فلما غربت الشمس قال لرجل: " انزل فاجدح (18) لنا ". قال: يا رسول الله، لو أمسيت. قال: " انزل فاجدح لنا ". قال: يا رسول الله، إن عليك نهاراً. قال: " انزل فاجدح لنا ". فنزل فجدح، ثم قال: " إذا رأيتم الليل أقبل من هاهنا فقد أفطر الصائم " وأشار بإصبعه إلى قبل المشرق (19).
وعن مالك بن عامر قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة، فقال لها مسروق: رجلان من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - كلاهما لا يألوا عن الخير، أحدهما يعجل المغرب والإفطار، والآخر يؤخر المغرب والإفطار، فقالت: من يعجل المغرب والإفطار؟ قال: عبد الله. قالت: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع (20). وعبد الله هو ابن مسعود.
وعن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" (21).
وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء (22).
وعن سلمان بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإنه طهور " (23).
7ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول إذا أفطر: " ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله - تعالى -" (24).
8ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا أفطر عند قوم دعا لهم.
عن أنس بن مالك (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر عند أهل بيت قال لهم: " أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة " (25).
1ـ وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما واصل في رمضان الصيام إلى اليوم التالي، ولكن هذا كان من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -، فلا يشرع للإنسان الوصال، ومن أحب أن يواصل فقد رخص فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السحر، والأولى تركه.
عن أبي هريرة (قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال، فقال رجل من المسلمين: فإنك يا رسول الله تواصل؟! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " وأيكم مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ". فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً، ثم يوماً، ثم رأوا الهلال، فقال: " لو تأخر الهلال لزدتكم ". كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا (26).
وعن أنس بن مالك قال: أخذ يواصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذاك في آخر الشهر، فأخذ رجال من أصحابه يواصلون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما بال رجال يواصلون، إنكم لستم مثلي، أما والله لو تمادَّ لي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم " (27).
(فائدة) قال العلامة ابن القيم: " وقد اختلف الناس في هذا الطعام والشراب المذكورين على قولين:
أحدهما: أنه طعام وشراب حسي للفم....
الثاني: أن المراد به ما يغذيه الله به من معارفه، وما يفيض على قلبه من لذة مناجاته، وقرة عينه بقربه، وتنعمه بحبه، والشوق إليه، وتوابع ذلك من الأحوال التي هي غذاء القلوب، ونعيم الأرواح، وقرة العين، وبهجة النفوس والروح والقلب بما هو أعظم غذاء وأجوده وأنفعه، وقد يقوى هذا الغذاء حتى يغني عن غذاء الأجسام مدة من الزمان " (28) ا. هـ.
والصحيح هو المعنى الثاني كما نص على ذلك ابن رجب في "لطائف المعارف" (29).

هديه - صلى الله عليه وسلم - في قيام رمضان:
قيام الليل من السنن التي تتأكد في رمضان، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " (30).
وفي رواية لمسلم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، كما ثبت من حديث أبي ذر (قال: صمنا، فلم يصل - صلى الله عليه وسلم - بنا، حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا: يا رسول الله، لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه، فقال: " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ". ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فصلى بنا في الثالثة، ودعى أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح. قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور (31).
وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقوم من الليل في رمضان، وأنه صلى بأصحابه بعض الليالي ثم ترك ذلك، ومن الأحاديث الواردة في ذلك:
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في رمضان، فجئت فقمت إلى جنبه، وجاء رجل فقام أيضاً حتى كنا رهطاً، فلما أحس النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا خلفه جعل يتجوز في الصلاة، ثم دخل رحله، فصلى صلاة لا يصليها عندنا، قال: فقلنا له حين أصبحنا: أفطنت لنا الليلة؟ فقال: " نعم، ذاك الذي حملني على الذي صنعت "(32).
وثبت من حديث عائشة قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله (فصُلِّى بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد، ثم قال: " أما بعد، فإنه لم يخف عليَّ مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها "، وذلك في رمضان (33).

وكان - صلى الله عليه وسلم - يصلي إحدى عشرة ركعة، يطيل القراءة فيها جداً:
كما ثبت من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة - رضي الله عنها -: " كيف كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً، فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر. قال: " يا عائشة، إن عيني تنامان، ولا ينام قلبي " (34).
وثبت من حديث حذيفة قال: " صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: " سبحان ربي العظيم " فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: " سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد "، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: " سبحان ربي الأعلى ". فكان سجوده قريباً من قيامه " (35).
وجاء في بعض روايات حديث حذيفة عند أحمد (5/400) أن ذلك كان في رمضان.

هديه في العشر الأواخر من رمضان:
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر " (36).
قولها: (أحيا الليل) أي: سهره، فأحياه بالطاعة، وقولها: (وأيقظ أهله) أي: للصلاة بالليل، وقوله: (وشد مئزره) أي: اعتزل النساء ليتفرغ للعبادة صلوات الله وسلامه عليه (37).
وعنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الآخر ما لا يجتهد في غيره (38).
وعن علي بن أبي طالب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من شهر رمضان (39).
وروي عن ربيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - زينب بنت أم سلمة أنها قالت: لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه (40).

هديه - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف:
عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان (41).
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله - عز وجل -، ثم اعتكف أزوجه من بعده " (42).
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر، ثم دخل معتكفه، وأنه أمر بخبائه فضرب، لما أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فأمرت زينب بخبائها فضرب، وأمر غيرها من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بخبائها فضرب، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر نظر فإذا الأخبية، فقال: " آلبر تردن؟! " فأمر بخبائه فقوض، وترك الاعتكاف في شهر رمضان، حتى اعتكف في العشر الأول من شوال " (43).
وهذا يدل على أنه (كان يتخذ خباءً يخلو فيه في أيام اعتكافه.
وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين (44).
وكان سبب اعتكافه - صلى الله عليه وسلم - طلب ليلة القدر، كما ثبت من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: " تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " (45).
وثبت من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أُتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف " (46).
وكان يرغب في قيام ليلة القدر، كما ثبت في حديث أبي هريرة (قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» (47).
وكان - صلى الله عليه وسلم - في حال اعتكافه ربما أخرج رأسه لعائشة لترجله له، وكان لا يخرج من المسجد إلا لحاجة الإنسان، كما ثبت عنها - رضي الله عنها - أنها قالت: " كان النبي (يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد، فأرجله وأنا حائض "(48).
وقالت أيضاً: " كان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفاً " (49).
وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما زاره بعض أزواجه وهو معتكف، فيخرج معها ليرجعها إلى بيتها، كما ثبت في حديث علي بن الحسين أن صفية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: " على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيىّ ". فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً " (50).
وفي رواية: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وعنده أزواجه، فَرُحْنَ، فقال لصفية بنت حيى: " لا تعجلي حتى أنصرف معك "، وكان بيتها في دار أسامة، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - معها (51).
وقال العلامة ابن القيم: " وكان إذا اعتكف طرح له فراشه، ووضع له سريره في معتكفه، وكان إذا خرج لحاجته، مر بالمريض وهو على طريقه، فلا يعرج عليه ولا يسأل عنه، واعتكف مرة في قبة تركية، وجعل على سدتها حصيراً، كل هذا تحصيلاً لمقصود الاعتكاف وروحه، عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المعتكف موضع عشرة، ومجلبة للزائرين، وأخذهم بأطراف الأحاديث بينهم، فهذا لون، والاعتكاف النبوي لون، والله الموفق " ا. هـ (52).

هديه - صلى الله عليه وسلم - في زكاة الفطر:
ومن ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وفرضه في رمضان زكاة الفطر، كما ثبت من حديث ابن عمر قال: فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة (53).
وعن أبي سعيد الخدري (قال: كنا نعطيها في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب (54).
وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإخراجها قبل صلاة العيد: كما ثبت عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة (55).
وقد بين ابن عباس - رضي الله عنهما - الحكمة من مشروعية زكاة الفطر، فقال: فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقة (56).

هديه - صلى الله عليه وسلم - في سائر العبادات في رمضان:
كان النبي (يواظب على العبادات التي كان يؤديها في غير رمضان، بل يزيد فيها، كما مر معنا في حاله في الوصال وإن كان هذا خاصاً به - صلى الله عليه وسلم -، وحاله في قيام الليل، وحاله في العشر الأواخر، بل كان - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر يعتكف في المسجد لأجل التفرغ للعبادة، ومن العبادات التي وردت فيها بعض النصوص الخاصة:
1ـ قراءة القرآن ومدارسته.
2ـ الجود والإنفاق في سبيل الله.
وقد دل على ذلك ما ثبت في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة (57).
فدل هذا الحديث على زيادة جود النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان عن غيره من الأزمان، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو أجود الناس، ولكن أعلى مراتب جوده كانت في رمضان، وكان جوده - صلى الله عليه وسلم - شاملا لجميع أنوع الجود، من بذل العلم والمال، وبذل النفس لله - تعالى -في إظهار الدين وهداية العباد، وإيصال النفع إليهم بكل طريق وسبيل، من إطعام جائعهم، ووعظ جاهلهم، وقضاء حوائجهم، وتحمل أثقالهم.
وشبه ابن عباس (جود النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان بالريح المرسلة، وهو تشبيه بليغ جداً، قال ابن المنيَّر: "وجه التشبيه بين أجوديته - صلى الله عليه وسلم - بالخير، وبين أجودية الريح المرسلة أن المراد بالريح ريح الرحمة التي يرسلها الله - تعالى -لإنزال الغيث العام الذي يكون سبباً لإصابة الأرض الميتة وغير الميتة، فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية، أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة - صلى الله عليه وسلم - " ا. هـ (58).
ودل الحديث أيضاً على مدارسة النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كاملاً مع جبريل في شهر رمضان، وقد ثبت عن أبي هريرة (قال: كان يُعرض القرآن على النبي كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف في كل عام عشراً، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه (59).
3ـ الجهاد:
كان - صلى الله عليه وسلم - ربما خرج للجهاد في شهر رمضان، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ومن غزواته - صلى الله عليه وسلم - التي كانت في رمضان: غزوتي بدر وفتح مكة.
دروس وعبر من عموم هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان:
1ـ مداومته - صلى الله عليه وسلم - على العمل.
2ـ الازدياد من أنواع العبادات والطاعات فيه عن بقية الشهور.
3ـ رحمته - صلى الله عليه وسلم - بأمته وشفقته عليهم، ومحبة الخير لهم، وتوجيههم إلى كل ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة.
4ـ تأثره - صلى الله عليه وسلم - بكتاب الله - عز وجل -، وتجسيده لأوامره في واقع الحياة.
5ـ عدم اشتغال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن واجباته بالصيام والقيام، فقاد النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان غزوتي بدر وفتح مكة، وكان - صلى الله عليه وسلم - يوجه أهله ويحثهم على قيام الليل في رمضان، وكان - صلى الله عليه وسلم - ربما أصبح جنباً من جماعه لأهله، وكان - صلى الله عليه وسلم - تأتيه بعض أزواجه تزوره وهو معتكف فيخرج معها ليوصلها إلى بيتها، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقصر اعتكافه على العشر الأواخر.
6ـ ازدياد النبي - صلى الله عليه وسلم - من العمل عندما علم بدنو أجله صلوات الله وسلامه عليه.
وأسأل الله - عز وجل - أن يوفقنا لمتابعة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع أمورنا، وسائر شؤوننا، وأن يحسن لنا الختام، والله - تعالى -أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

الهوامش
(1) رواه البخاري (1923) ومسلم (2/770).
(2) رواه أبو داود (3/142) وصححه ابن حبان (3475).
(3) رواه البخاري (1930) ومسلم (1109).
(4) رواه البخاري (1925) ومسلم (1109).
(5) رواه مسلم (1110).
(6) رواه مسلم (2/777).
(7) رواه مسلم (2/779).
(Cool «الشرح الممتع» (6/432433).
(9) قرية بين الحرمين الشريفين.
(10) رواه أبو داود في "سننه" (2357).
(11) رواه مسلم (2583)، وهو عند البخاري (1945) دون قوله: (شهر رمضان).
(12) رواه البخاري (1944) ومسلم (2/784).
(13) رواه مسلم (2/785).
تنبيه: قال ابن دقيق العيد في «الإحكام»: " أخذ من هذا أن كراهة الصوم في السفر لمن هو في مثل هذه الحالة، ممن يجهده الصوم ويشق عليه، أو يؤدي به إلى ترك ما هو أولى من القربات، ويكون قوله: « ليس من البر الصيام في السفر» منزلا على مثل هذه الحالة، والظاهرية المانعون من الصوم في السفر يقولون: إن اللفظ عام، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ويجب أن تتنبه للفرق بين دلالة السياق والقرائن الدالة على تخصيص العام، وعلى مراد المتكلم، وبين مجرد ورود العام على سبب، ولا تجريهما مجرى واحدا، فإن مجرد ورود العام على السبب لا يقتضي التخصيص به، كقوله - تعالى -والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما بسبب سرقة رداء صفوان، وأنه لا يقتضي التخصيص به بالضرورة والإجماع، أما السياق والقرائن: فإنها الدالة على مراد المتكلم من كلامه، وهي المرشدة إلى بيان المجملات، وتعيين المحتملات، فاضبط هذه القاعدة فإنها مفيدة في مواضع لا تحصى، وانظر في قوله (: « ليس من البر الصيام في السفر » مع حكاية هذه الحالة من أي القبيلتين هو؟ فنزله عليه " ا. هـ.
(14) رواه مسلم (2/786).
(15) رواه الإمام أحمد (3/46).
(16)رواه الإمام أحمد (6/398) وأبو داود (2405).
(17) فتح الباري لابن حجر (4/234).
(18) الجدح: تحريك السويق ونحوه بالماء بعود. فتح 4/232
(19) رواه البخاري (1956).
(20) رواه مسلم (2/771-772).
(21) رواه البخاري (1957).
(22) رواه أبو داود (2348).
(23)رواه أبو داود (2347) والترمذي (795)، وقال: حسن صحيح.
(24) رواه أبو داود (2349) والدارقطني (2/185) والحاكم (1/422) من حديث ابن عمر، وحسَّنه الدارقطني.
(25) رواه أحمد (3/118).
(26) رواه البخاري (1965) ومسلم (2/774).
(27) رواه مسلم (2/776).
(28) "زاد المعاد" (2/32).
(29) (ص: 345).
(30) رواه البخاري (2008) ومسلم (174) من حديث أبي هريرة.
(31) رواه أبو داود (1370) وغيره.
(32) رواه مسلم (2/775).
(33) رواه البخاري (1129) ومسلم (1/524).
(34) رواه (2013) ومسلم (1/509).
(35) رواه مسلم (1/536).
(36) رواه البخاري (2024) ومسلم (2/832).
(37) ينظر: الفتح لابن حجر (4/316).
(38) رواه مسلم (2/832).
(39) روى الترمذي (795)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(40) رواه محمد بن نصر في «قيام رمضان» (مختصره-)
(41) رواه البخاري (2025) ومسلم (2/830).
(42) رواه البخاري (2026) ومسلم (2/831).
(43) رواه البخاري (2033) ومسلم (2/831).
(44) رواه البخاري (2044).
(45)رواه البخاري (2020).
(46) رواه مسلم (2/825).
(47) رواه البخاري (1901) ومسلم (1/524).
(48) رواه البخاري (2028) ومسلم (2046).
(49) رواه البخاري (2029).
(50)رواه البخاري (2035) ومسلم (4/1712).
(51) رواه البخاري (2038).
(52) "زاد المعاد" (2/8990).
(53) رواه البخاري (1503).
(54) رواه البخاري (1508).
(55) رواه البخاري (1509).
(56) رواه أبو داود (1605).
(57) رواه البخاري (1902) ومسلم (2308).
(58) "فتح الباري" لابن حجر (4/139).
(59) رواه البخاري (4998).


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wahat.ahlamontada.net
 
الهدي النبوي في رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رمضان والدعاء
» كيف نستقبل رمضان ؟
» قال الشعراء عن رمضان
» رمضان والقرآن الكريم
»  رمضان مدرسة لتجديد الإيمان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى واحات :: نساء خالدات :: رمضان كريم-
انتقل الى: